واقع الأمن الغذائي في ليبيا في ظل تحديات تحقيق الأمن المائي

الملخص

تعتبر ليبيا من الدول التي تعاني صعوبة في تحقيق أمنها المائي وأمنها الغذائي ، نظرا لندرة مصادر المياه المتوفرة ، حيث تعتمد أساسا على المياه الجوفية التي تعتبر المورد المائي الأساسي ، اذ أنها تسهم بما يزيد عن % 59من إجمالي موارد المياه المتاحة، وهي مياه تعاني من السحب المفرط عليها، ولم تتمكن مياه الامطار من تعويض ذلك السحب بسبب ندرة هطولها على البلاد، وتتمثل الخزانات الجوفية في خمسة خزانات مائية ،وانعكس الضغط الكبير على مياه تلك الخزانات، على جودة المياه الجوفية وتعرضها للملوحة، مما شكل معضلة حقيقية أمام الحكومة والمواطن ، تناولت الدراسة المعوقات التي تواجه الأمن المائي والامن الغذائي في ليبيا ، واستعرضت القوانين والتشريعات. وتوصلت الدراسة الي عدد من النتائج أبرزها ، يعد النشاط الزراعي أكبر مستهلك للمياه العذبة في ليبيا بنسبة بلغت %2..8منها ، عام ،8282كما ارتبط الأمن الغذائي ارتباطا وثيقا بالأمن المائي حيث ان نقص المياه واستغلالها بشكل مكثف يؤثر سلبا على النشاط الزراعي، مسببا نقص في الغذاء ، وقد واجه الأمن المائي في ليبيا تحديات مختلفة أبرزها ، استنزاف المياه ،وما ترتب عليه من تداخل مياه البحر، وتأثيره على جودة مياه الخزانات الجوفية، وأوصت الدراسة بالعمل على تفعيل دور وزارة الموارد المائية لوضع سياسة إدارية متكاملة لإدارة المياه بطريقة رشيدة ، مع العمل على صيانة وانشاء محطات تحلية جديدة ، مع العمل على تغيير نوع الطاقة المستخدمة الي مصادر طاقة صديقة للبيئة مثل الطاقة الشمسية وكذلك انخفاض تكلفتها مقارنة بزيت الوقود الخفيف، مع العمل على التعاون مع مؤسسات المجتمع المدني ، لتوعية المواطن بقيمة الماء ، وتغيير سلوكه ليتحول الي سلوك اقتصادي بدلا من السلوك الاستنزافي.