علم القراءات وعلاقته بعلوم العربية

Résumé

تعد القراءات القرآنية من أهم المصادر التي أسس عليها النحاة بنيان النحو،
فهي بيئة خصبة لتنوع القواعد النحوية واختلاف وجهات النظر بين القراء من جهة،
والنحاة من جهة أخرى، فاختلاف الصيغ يؤدي إلى اختلاف المعاني التي تترتب عليها،
والاختلاف النحوي بين القراءات القرآنية يؤدي إلى اختلاف الآيات اختلافاً متفاوتاً،
والاهتمام بالجانب النحوي، والصرفي، والصوتي لاختلاف القراءات له قيمة عظيمة؛
لأن اللغة العربية تتسم باتساع الأبنية وكثرة الصيغ التي تستوعب المعنى. ومردّ هذه
الخلافات –في نظر الباحث - راجع إلى وجود اختلاف منهجيّ بين الفريقين، ويهدف
هذا البحث إلى تقديم علم القراءات، وبيان أركان القراءة الصحيحة، ومناقشة الخلاف
المنهجيّ بين القرّاء واللغويّين، والتمثيل لهذا الخلاف ببعض من انتقادات بعض اللغويّين
لبعض القرّاء. وقد سلك الباحث المنهج الوصفي إلى جانب المنهج التحليلي في هذا
البحث، وقد خلصت الدراسة لنتائج أهمها: تعدُّ القراءات القرآنيّة مرآة صادقة للواقع
اللغويّ قبل نزول القرآن الكريم، فهي مصدر مهمّ من مصادر دراسة العربيّة ولهجاتها
المختلفة في ظواهرها الصوتيّة والصرفيّة والنحويّة. ويرجع أصول الخلاف بين القرّ اء
والنحويّين إلى الخلاف المنهجيّ بينهما، ففي حين يقوم منهج القرّاء على النقل والرواية،
والعرض والأداء، يقوم منهج النحويّين على السماع، والقياس. حيث انتقد اللغويّون
القرّاء في مسائل، وجميع نقدهم مردود، إمّا لأنّ نقدهم انصبّ على قراءات شاذّة، وهذا
لا وزن له، أو أنّ نقدهم كان لجزئيّات لا تجيزها مدرسة لغويّة وتجيزها مدرسة أخرى،
أو أنّ هذا النقد كان لقراءة متواترة إلى رسول الله-صلى الله عليه وسلم- وكفى بتواتر
النقل حجّة في اللغة.