الفينومينولوجيا في الفلسفة العربية ـــ دراسة تحليلية لتأثيرات هوسرل على الفكر الفلسفي العربي المعاصر

الملخص

يهدف هذا البحث إلى دراسة تأثير الفينومينولوجيا، التي أسسها الفيلسوف الألماني إدموند هوسرل، على الفلسفة العربية المعاصرة، مع التركيز على مدى استيعاب المفكرين العرب لهذا المنهج الفلسفي وتطبيقه في دراساتهم. يعتمد البحث على تحليل كيفية استقبال الفينومينولوجيا في السياق العربي، مع إلقاء الضوء على التحديات والصعوبات التي واجهت الفلاسفة العرب في تبنيها وتكييفها مع الإطار الفكري والثقافي العربي. يتناول البحث الأسس الفلسفية للمنهج الفينومينولوجي، بداية من فكر هوسرل ومرو ًرا بتطوراته على يد فلاسفة مثل مارتن هايدغر وموريس ميرلو-بونتي، ثم يستعرض كيفية تأثر الفلاسفة العرب بهذا النهج. كما يُقيِّم البحث مدى تأثير الفينومينولوجيا على المفاهيم ً الفلسفية العربية، خاصة فيما يتعلق بالوعي، الإدراك، والتجربة الذاتية، ويرصد مدى التباين في استيعابها بين المفكرين العرب. يعتمد البحث على مناهج تحليلية، تاريخية، ومقارنة، حيث يقوم بفحص النصوص الفلسفية الأصلية وتحليلها نقديًا، إضافة إلى مقارنة استيعاب الفينومينولوجيا في الفكر العربي بالفكر الغربي. كما يستند إلى مجموعة من الدراسات السابقة التي تناولت هذا الموضوع، مثل دراسات د. سامي محمد الهاشمي ود. ليلى أحمد القيسي ود. خالد سعيد العلي، ويستخلص منها معطيات تدعم فرضيات البحث. توصلت الدراسة إلى أن تأثير الفينومينولوجيا في الفلسفة العربية كان محدودًا مقارنة بتأثيرها في الفكر الغربي، ويعود ذلك إلى عدة عوامل، منها صعوبة دمج هذا المنهج مع التراث الفلسفي العربي، والعوائق الفكرية والثقافية التي تحول دون انتشاره. ومع ذلك، يرى البحث أن الفينومينولوجيا تمتلك إمكانات كبيرة لتجديد الخطاب الفلسفي العربي، من خلال تحليل القضايا الوجودية والمعرفية بأسلوب أكثر عمقًا ودقة. في ختام البحث، تم تقديم مجموعة من التوصيات، من بينها تعزيز البحث الفلسفي الفينومينولوجي في العالم العربي، وإدخال هذا المنهج في المناهج التعليمية، وإنشاء مراكز بحثية متخصصة، بالإضافة إلى تشجيع الدراسات المقارنة بين الفينومينولوجيا والمدارس الفلسفية العربية. كما يقترح البحث ضرورة إعادة النظر في الفلسفة الغربية من منظور عربي، بهدف بناء نموذج فكري متكامل يمزج بين الحداثة والتراث الفلسفي العربي.