النشاطات التعليمية والترجمة في عهد الخليفة العباسي المأمون (198-218ه / 813-833م)

الملخص

تلخص هذه الدراسة النشاطات التعليمية في الدولة العباسية ، من خلال دراسة شخصية المأمون والدور الذي لعبه في دعم وتشجيع العلماء ، ومدى الدور الذي لعبه في هذا المجال ، حيث كان شخصية سياسية تميل إلى العلم وتشجيع العلماء ، والمأمون لو لم يكن من أحد أمراء الدولة العباسية لكان من أشهر علمائها . قامت الدولة العباسية على أنقاض الدولة الأموية ، وبعد أن كانت مدينة دمشق العاصمة ، انتقلت العاصمة إلى مدينة بغداد ، ومن ثم بسطت سلطانها على الدولة العربية الإسلامية ، وخاصة بعد أن أصبحت العاصمة مدينة بغداد حاضرة الدولة العباسية ، وبعد أن صارت مركزاً مهما من مراكز الحضارة العربية الإسلامية ، وظهر بما يعرف في التاريخ بالعصر الذهبي للحضارة العربية الإسلامية ، حيث كان ذلك العصر من أزهى الفترات العلمية والفلسفية والفكرية ، حيث ازدهرت العلوم والفنون ، وتم تأسيس بيت الحكمة في مدينة بغداد عاصمة العباسيين ، الذي كان مركزاً للترجمة والدراسات العلمية والفلسفية . لقد لعب بيت الحكمة دوراً رئيسياً في نقل العلوم من الحضارات الأخرى وترجمتها ، مثل اليونانية ، والفارسية ، والسريانية ، والهندية ، إلى اللغة العربية وضمها إلى رصيد الحضارة العربية الإسلامية ، مما أدى إلى نهضة فكرية غير مسبوقة ، ضمت نخبة كبيرة من العلماء والفلاسفة والمترجمين، من أمثال حنين بن إسحاق ، والكندي ، والفارابي ، والخوارزمي، الذين ساهموا في تطور الفلك ، والطب ، والهندسة ، والفلسفة ، وغيرها من المجالات . لقد كان المأمون يحث على العلم، وجلب الكتب الفلسفية والعلمية والأدبية من شتى أصقاع العالم ، ويدفع مقابلها مبالغ باهظة ، من اجل ترجمتها إلى العربية ، الأمر الذي هيأ لظهور حركة راسنة عرفت بحركة الترجمة والنقل