الدولة الخوارزمية من النشأة إلى السقوط (490- 628 هـ/ 1096- 1231م)
محتوى المقالة الرئيسي
الملخص
هدف البحث إلى سرد موجز لتاريخ الدولة الخوارزمية من تأسيسها وحتى سقوطها، فالدولة الخوارزمية تأسست في القرن الخامس الهجري، الحادي عشر الميلادي، وكانت دولة بارزة من الدول الإسلامية في المشرق الإسلامي، وكان مكان نشأتها إقليم خوارزم، الذي يقع في شرق الدولة الإسلامية من آسيا، كان أولها تحت حكم السلاجقة، حتى استقل بها كدولة أنوشتكين، الذي كان قد عينه السلطان السلجوقي ملك شاه واليًا على خوارزم في عام 471هـ (1077م)، وبعد أن توفى أنوشتكين سنة (490هـ / 1097م)، خلفه على الإمارة ابنه قطب الدين محمد، الذي لقب خوارزم شاه. وبعد مرحلة النشأة جاءت مرحلة التوسع والانتشار، حيث توسعت الدولة الخوارزمية في عهد السلطان علاء الدين تكش، وتعد فترة حكمه التي امتدت أكثر من ربع قرن (568-596هـ /1173-1200 م) هي العصر الذهبي للدولة الخوارزمية، حيث تمكن من هزم السلاجقة، والاستيلاء على أراضيهم ودولتهم، ثم بعد أن توفى تكش، خلفه ابنه علاء الدين محمد، الذي توسعت الدولة الخوارزمية في حكمه أيما توسع، واستولى على إقليم خراسان وبلاد ما وراء النهر، وزادت دولة الخوارزميين توسعا أكبر في عهد علاء الدين محمد، حيث بلغت في حكمه أقصى توسعا ً لها، فامتدت من العراق غربًا إلى الهند شرقًا، ومن شمال بحر قزوين وبحر آرال شمالاً إلى الخليج العربي والمحيط الهندي جنوبًا. جاء هذا التوسع بالمزامنة مع ظهور التتار (المغول) بقيادة جنكيزخان، الذي استولى على الصين، ثم بدأ في الزحف بجيوشه نحو الغرب، أي نحو دول الإسلام، فكان الصدام بين الدولتين حتميًا، ففي بداية القرن السابع الهجري (الثالث عشر الميلادي)، بدأت الحروب بين الخوارزميين والمغول في أوائل في عام (612هـ/ 1215م)، فسقطت مدن دولة الخوارزميين تباعاً فدخل المغول أترار، وبخارى، وسمرقند، في عام (616هـ/ 1219م)، في النهاية، تمكن المغول من هزيمة الدولة الخوارزمية وتدميرها في عام 628هـ (1231م)، مما أدى إلى نهاية الدولة الخوارزمية، ومن أهم أسباب هذا السقوط وانتهاء الدولة الخوارزمية ليس فقط حرب المغول، بل انشغال سلاطينها بالحروب الداخلية، وأيضا الحرب مع الخليفة العباسي الناصر لدين الله في العراق، والطمع في توسع الدولة سريعاً دون النظر في الخطر القادم من الشرق.