الألغاز والأحاجي وغريب اللغة في مقامات الحريريّ

محتوى المقالة الرئيسي

صـلاح سعد إمحمد المليطيّ

الملخص

توطـــــئة : 


          المقامات من أهـــم ما لفت الباحثين والدّارسين للغة والأدب وسبب ذلك ما احتوته من غريب اللغة ونفائسها  وهذا يعود بالفائدة العظيمة من بحثها ودراستها ، وقد بـــــــرز الاهتمام بهذا الفن من مطلع القرن السادس الهجري لينطلق العلماء ينشرونه لفائدته ، حيث إن الهدف من المقامات هدف تعليمي َّ ، الأمر الذي حذا بالعلماء والباحثين في اللغة والأدب أن ينكبّوا على شـــــــــــرح القامات ودراستها وإبراز ما فيها من غريب اللغة والنكت والأحاجي .


          وقد ألمح الدكتور شوقـــي ضيف إلى أن المقامات " أريد بها التعليم منذ أوّل الأمر ، ولعله من أجل ذلك سمّاها بديع الزمان الهمذاني ، مقامة ،  ولم يسمّها قصة ولا حكاية ، فهي ليست أكثر من حديث قصير ، وكلّ ما في الأمر أنَّ بديع الزمان حاول أنْ يجعله مشوّقاً فأجراه في شكل قصصيّ ، وعُمّيَ على كثير من الباحثين في عصرنا فظنُّوها ضرباً من القصص وقارنوا بينها وبين القصة الحديثة ، ووجدوا فيها نقصاً كثيراً ، وهذا حَمْلٌ لعمل بديع الزمان على معنى لم يقصد إليه " ([1]).


          هذه الدراســــــــة ( الألغاز والأحاجي وغيب اللغة في مقامات الحريريّ) تهدف إلى تقصّي منهج الحريريّ في تأليفه المقامات في سبر ظاهرة الغريب اللغوي ، وطريقه في رسم المنهاج التعليمي لشـــرح هذه الجوانب اللغوية التي شحنها مؤلفه ، وإبراز طرائقه في لفت الدارس إلى هذه الظاهرة عن طريق الأحاجي والألغاز والنكت التي سَيَّــــج بها ظاهرة الغريب اللغوي .


          ولاشك أنَّ أهمية هذه الدراســـة تكمن في أهمية هذا الكتاب – مقامات الحريري – الذي احتوى مسائل غريب اللغة شرحاً وتحليلاً ، وتوضيحاً ؛ ليمثل منهجاً تعليمياً يؤسس عليه طرائق البحث العلمي في اللغة والأدب العربيين ، ومما زاد أهمية هذه الدراسة سعة انتشار هذه المقامات الحريرية وكثرة شرَّاحها  ، ولهذا اختار الباحث أنْ يلفت إلى هذه الجوانب التي أشار إليها المؤلف من غريب اللغة وكيف أدار جوانبها ، وقد ســــرت في هذه الدراسة وفق المنهج الوصفي التحليلي حيث رأيت مناسبة ذلك لتحقيق الهدف من وراء هذه الدراسة وأنه يحيط بجوانب البحث جميعها .


أولى الحريريّ اهتماماً كبيراً بغريب ألفاظ اللغة في مقاماته التي اتخذ في تأليفها منهجاً تعليمياً يفسر من خلاله الإعراب في اللغة بأسلوب يشدّ به عقول الدارسين ، ومن هنا يجب وضع هذا الموضوع على بساط البحث ، تفسير معنى الغريب لغةً واصطلاحاً ودور المقامات الحريرية في تناول هذه الظاهرة وتوجيه الدارسين إلى معرفة أسرارها وحلَّ مشكلها .


          اللغة العربية الفصحى التي ينطقها العربي الفصيح الصحيح لا يمكن أنّ يقع  فيها لفظ غريب ، حيث نطقها العربي بفطرته وسليقته ، وهي لغة أشعارهم ، ولهذا كانت لغة القرآن ، الذي نزل بلفظهم الواضح الهادف لهدايتهم بلغتهم الواضحة المفهومة لديهم.


تفاصيل المقالة

كيفية الاقتباس
المليطيّ صـلاح سعد إمحمد. 2021. "الألغاز والأحاجي وغريب اللغة في مقامات الحريريّ". مجلة القرطاس للعلوم الانسانية والتطبيقية 12 (مارس). https://alqurtas.alandalus-libya.org.ly/ojs/index.php/qjhar/article/view/200.
القسم
المقالات