أحكام الهبة والوصية وأثرهما في علم الفرائض

الملخص

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد: كل ما من شأنه أن يقرب من قلوب الناس ويغرس فيها المحبة ويؤكد روابط الود، مطلوب في نظر الشريعة الإسلامية ، ويتفاوت طلبه بتفاوت حاجة الناس إليه ، فما كان لازما ضروريا لحياتهم كان القيام به فرضا لازما على كل فرد من الأفراد، كزكاة الأموال التي فرضها الله – تعالى- لأ ن مما لا بد منه في هذه الحياة الدنيا أن يوجد أفراد بين الناس عاجزون عن سلوك سبل الحياة ، وتحصيل ال ض روري من القوت، فمن المفروض إنقاذ هؤلاء وإعطاؤهم ما يدفع عنهم غائلة الجوع والعرى، وأما ما زاد على ذلك من إنفاق المال وبذله فهو مندوب، لما فيه من إيجاب التآلف والتحاب، فالهبة مندوبة، فمن قصد بهبته امتثال أمر الله – تعالى- ورسوله – صلى الله عليه وسلم- فإنه يثاب على هبته بقدر نيته.
ومن محاسن الشريعة – أيضا- الوصية أن شرعت لأهلها ما ينفعهم دينا ودنيا، ليس هذا حال كونهم أحياء ؛ بل شرعت لهم ما ينفعهم بعد موتهم حرصا منها على إيصال النفع الذي به يصلون إلى أرفع الدرجات، فإذا كانت صحيفة العبد تطوى بعد موته، بل هناك حسنات ترصد وتكتب لهم بعد موتهم، وهذا من فضل الله – تعالى-على عباده.