البعد التَّداولي للإشاريَّات في الخطاب الشعر ( شعر نُصيب بن ربَاح أنموذجاً )
محتوى المقالة الرئيسي
الملخص
يســـــعى التَّوجــه اللساني التَّداولي إلى استخدام المستوى ال ِّ دلالي بصورة أوسع من ال ِّ دلالة القوليَّة ِّبكل والحرفيَّة، وذلك من خلال الولوج إلى بنية النَّ ِّ ص، والإحاطة جوانبه؛ بوصفه رسالة لغويةً يو ِّ ظفها المتك ِّلم؛ بغية التَّواصل مع الآخرين. وتقع الإشاريَّات ضمن حقل التَّداوليات؛ وترتبط ارتباطاً وثيقاً بال ِّلسانيات التَّداولية؛ لأنَّها تهتم بالعلاقة بين تركيب اللُّغات وال ِّ سياق الذي تستخدم فيه، إذ تعبر عن قصد المتكلم في النَّص ليصل إلى القارئ، في ضوء البحث عن البنية العميقة، والتَّي قسمها جورج يول إلى ثلاثة أقسام: الإشاريَّات ال َّ شخصيَّة، والإشاريَّات المكانيَّة، والإشاريَّات ال َّ زمانيَّة، وقد أضاف بعض الدارسين إلى هذه الأقسام: الإشاريات الخطابيَّة والاجتماعيَّة؛ بوصفها مبحثاً مه َّ ماً من مباحث التدَّاوليات ال ِّلسانيَّة. ويهدف هذا البحث إلى دراسة الإشاريَّات في شعر نُصيب بن رباح، وتحليل الخطاب ال ِّ شعري وفق مقتضيات التَّحليل التَّداولي؛ للوقوف على أنواع الإشاريات الواردة في شعره، وكيفيَّة توظيف الشاعر لها، وإلى أي مدى أسهمت هذه الإشاريات التَّداولية في تشكيل خطابه ال ِّ شعري، وتحقيق التَّرابط التَّواصلي بين طرفي الخطاب، وإلى أي مدى أبانت عن المعاني ال ِّ سيَّاقيَّة التَّداوليَّة، من خلال تحديد مرجعيتها؛ بغية ف ِّ ك شفراتها، وتأويلها تأويلاً مناسباً ضمن مقام التلفُّظ؛ لأجل فهم المقاصد الحقيقية، التَّي رمى ال َّ شاعر إليها من خلال توظيفه للإشاريات بأنواعها المختلفة في شعره.