الممارسات السلوكية لمديري المدارس لإدارة الأزمة المدرسية بمدارس التعليم الأساسي بمنطقة قصر بن غشير
Main Article Content
Abstract
يشهد التعليم في معظم دول العالم أزمة حقيقية ، وأن اختلفت أبعادها ، وتنوعت أشكالها ، وتفاوتت درجاتها من دولة إلى أخرى ، ومن مرحلة إلى غيرها ، ورغم هذا التنوع والاختلاف فإنه لابد من التسليم بأن طبيعة العملية التعليمية ذاتها يمكن أن تضيف أبعادًا جديدة إلى هذه الأزمة ، وأن التطور الذي يحدث في عالم اليوم تتسارع خطاه وتتزايد يومًا بعد يوم ؛ الأمر الذي أدى إلى تفاقم هذه الأزمة وزيادتها .
ونظرًا لتسارع وتيرة ظهور الأزمات وتعددها اهتم علماء الإدارة بموضوع إدارة الأزمات ، حتى أصبحت فرعًا من فروع علم الإدارة ، الأمر الذي يجسد إدارة الأزمات كرؤية متفاعلة ومتكاملة مع متطلبات الحياة المعاصرة (1) .
إن مديري المدارس عليهم أن يكونوا قادرين على التغلب على منحة الأزمات التي تحدث في المؤسسات التعليمية ، حيث إن التهديد المفاجئ للأزمة ، وضيق الوقت اللازم للتغلب عليها ونقص المعلومات المتعلقة بها يستلزم اتخاذ قرار سريع للتصرف بإدارة الأزمات كإنذار المبكر والسيناريوهات المتوقعة والخطة الوقائية والإدارة الموقفية في الميدان ، وتوزيع الأدوار في الإغاثة وإعادة التوازن وتأمل الدروس المستفادة (2) .
ومن ثم فالأزمة المدرسية جزء لا يتجزأ من الأزمة التعليمية باعتبارها حالات طارئة ومفاجئة تواجه مدير المدرسة في تعلمه مع الطلاب والمعلمين والعاملين والتجهيزات المدرسية ، وتكمن أهمية إدارة المدرسة للأزمة المدرسية في اتخاذ القرار الذي ينبع من صلب صلاحيات مدير المدرسة حيث تتركز الأزمات في صعوبة اتخاذ القرار في الوقت المناسب (3) .
ونظرًا لتعدد أهداف العمل التعليمي من ناحية وتعدد المرتبطين به باختلاف مصالحهم واحتياجاتهم وتداخلها أحيانًا تصبح المؤسسات مناخًا لظهور العديد من الأزمات وعلى الرغم من أن إدارة الأزمات التعليمية قد أصبحت من الأمور الواقعة ومن السمات المميزة للحياة اليومية داخل المدرسة إلا أن كثيرًا من القيادات المدرسية لم تتأهل للتعامل معها بصورة مناسبة ولم تقدم تصورات مناسبة لطريقة إدارة الأزمات المدرسية (4) .