تقعير الكلام عند عيسى بن عمر الثقفي وجهــــوده النحــــوية بين الجامع والاكمال
محتوى المقالة الرئيسي
الملخص
عيســى بن عمر الثقفي من قـــراء القرآن الكريم تخير من لغات العرب ما يخالف قراءته ، وهو يعد ممن أدركوا عصر الاحتجاج ، وكان أكثر ميلا للقياس ولا يتحرج من تخطئة العرب، ويوجد لديه مقدمات واضحة لوضع قواعد النحو ، ويتشدد في اطراد القاعـــدة النحوية مع دعمها بالعلل والأقيسة والاستقراء الدقيــــق لقراءات القــــرآن الكريم يشتق قواعده منها ومما جـــرى على أفواه العرب الفصحاء، وكان من ثقات القــرآن الكريم وعلماء اللغة، عرف بالفصاحة في الأداء اللغوي، ودفعته فصاحته إلى تقعر في كلامه، وتركه سهل الألفاظ إلى الحوشي والغريب وله في هذا نوادر كثيرة، وهو ممن نسب إليه رأي نحوي، ولديه بدايات في التأليف النحوي؛ بل وصل إلى الإنجاز الناضج المتمثل في : الجامع والاكمال منبعان هامان أشبه بالنهر المتدفق امتدت ظلاله حتى شملت كتاب سيبويه، كما وضع بعض المصطلحات النحوية فتحدث عن الخفض والرفع والنصب والتصغير والحذف والاشتقاق . وبهذا تكونت صورة وأركان هذا العلم وأصبح مستضيئا، وكان رأيه حسن الأسلوب قوي النســــج متين السبك، يعط المسألة حقها من المحاورة فيعمل على رسوخها وثباتها، متعددة الجوانب فكانت الخلافات النحوية علامة واضحة و ضوء ساطع في نمو واكتمال هذا العلم ، وزود عيسى بن عمر الثقفي مسارالنحو بمجموعة من الوسائل الدقيقة تمثلت في جهوده النحوية الناتجة عن المسائل الخلافية التي أسهمت في نمو واكتمال علم النحو حتى أصبح هذين الكتابين أسطورة ، ويكفي عيسى ابن عمر فخراً أنه كان أستاذاً لجيل من كبار علماء اللغة والنحو .