الاختلاف الفقهي (حكمه، اسبابه، انواعه)
محتوى المقالة الرئيسي
الملخص
ان لمعرفة الاختلاف الواقع بين علماء الأمــــة في مختلف العلوم الشرعية أهمية بالغة للفقيه وغيره ؛ لأن الفقيه لا يستطيع أن يصل إلى الحكم الشرعـــي الراجـــح حتى يكون مطلعا على اختلاف العلماء والفقهاء في أصول الأدلة وفروعها، ولا يســـلم من الوقوع في نقيضه، وفي هذا يقول : " النووي يحصل في ضمن ذكر مذاهب العلماء ودلائلها وأجوبتها فوائد مهمة نفيسة ، وتتضح المشكلات، وتظهر المذاهب المرجوحة من الراجحة ، ويتدرب الناظر فيها بالسؤال والجواب ، ويتنقح ذهنه، ويتميز عند أولي البصائر والألباب، ويتعرف الأحاديث الصحيحة من الضعيفة ، والدلائل الراجحة من المرجوحة ، ويقع بين الأحاديث التي تظن متعارضات، ولا يخفى عليه عد ب ات ذلك إلا أفراد نادر " ) ، (1وقال السبكي " :إن المرء إذا لم يعرف علم الخلاف والمأخذ لا يكون فقيها إلى أن يلج الجمل الخياط ّ في سم ، وإنما يكون رجلا ناقلا نقلا مخيطا ، حامل فقه إلى غيره لا قدرة له على تخريج حادث بموجود ، ولا قياس مستقبل بحاضر، ولا إلح اق شاهد بغائب ، وما أســرع الخطأ إليه ،وأكثر تزاحم الغلط عليه ،وأبعد الفقه لديه " ). (