الصالونات الأدبية في الوطن العربي بداياتها نشاطاتها
محتوى المقالة الرئيسي
الملخص
اعتاد الباحث ومنذ نعومة أظفاره على ارتياد المؤسسات الثقافية الأدبية على قلتها
في نهاية ستينيات القرن الماضي ، والتي كانت عامرة بأمهات الكتب الأدبية
والعلمية والمصادر والمراجع والدوريات وكم هائل من مختلف المجلات والصحف ،
كما كانت هناك حركات كشفية انتشرت مفوضياتها في ربوع الوطن كافة لصقل
الشباب وتنمية قدراتهم الجسمية والعقلية بميثاق شرف يوثق به ويعتمد عليه لخلق
الرجل المثقف المبدع ، هذا مع ندرة المنتديات والملتقيات الثقافية الأدبية ، اللهم إلا
القليل النادر في المدن الكبرى العامرة والآهلة بالسكان مثل : العاصمة طرابلس ومدينة
بنغازي والجبل الأخضر وسبها والزاوية ومصراتة وغيرهم من المدن الليبية ، حيث
برزت فئات متنوعة من الشباب الطموح في مجال الإبداع الأدبي الشعري والنثري
والإبداع الفني الغنائي والمسرحي التمثيلي والموسيقي ، والإبداع الثقافي والمتمثل في
طباعة الكتب ودواوين الشعر وإصدار المجلات والصحف المختلفة ، هذا ولم تكن فكرة
الصالونات الثقافية الأدبية منتشرة في مدن وقرى بلادنا ليبيا ؛ اللهم بعض الملتقيات
والمنتديات الأدبية التي تأتي عرضا بدون سابق إنذار والتي لا ترتقي إلى مستوى
الصالون الثقافي حيث ينقصها التوثيق والكتابة ، على الرغم من وجود هذه
الصالونات في ال د ول المجاورة لبلادنا شرقاً وغرباً ، وفي الفترات الأخيرة أصبحت
ظاهرة الصالونات الثقافية تغزو المجتمع العربي الليبي بشكل كبير وملحوظ ، وربما
يكون السبب في ذلك يرجع إلى معرفة الدور الذي تقوم به هذه الصالونات في توعية
وتثقيف أبناء المجتمع والنهوض لبناء مستقبلها المشرق عن طريق التحاور والتشاور
وطرح الآراء والأفكار وتقارب وجهات النظر وتحويل العبارات المكتوبة إلى واقع
مجسد على الأرض ، ولع ل هذا ما دعا رجال العلم والسياسة والاقتصاد وأهل
الثقافة والفن والمسرح والخيالة وشباب النوادي الرياضية والمفوضيات الكشفية ورجال
الإعلام المرئي والمقروء والمسموع يتدافعون للمشاركة الجا د ة والف ع الة في نشاطات
الصالونات الثقافية وتقديم خبراتهم العلمية والعملية لتطبيقها على أرض الواقع خدمة
للمجتمع ، ورفعاً ورقياً للوطن الذي ينتظر الكثير من أهله وذويه .