أدلة اختيارِ ابنِ مالك لاراء الكوفيين
Main Article Content
Abstract
الحَمْدُ للهِ، والصلَاةُ والسلَامُ علَى رَسُولِ اللهِ، وعلَى آلِهِ وصَحبِه ومَنْ وَالََه، وسَارَ علَى نهجِهِ واتَّبعَ هُدَاهُ، وبعد، فقد خطَّ ابنُ مالكٍ لنفسه منهجًا واضحًا متفرِّدًا في تناول مسائل الخلاف النَّحوي، فلا يُحكَمُ عليه بالميلِ إلى مذهب البصريِّين دون الكوفيِّين، ولَ العكس، بل كان صاحبُ مذهبٍ متميِّزٍ في النَّحو العربي، اشتهر بتحرُّرِه منَ الَنحياز، وبنظرته إلى التُّراث النَّحويِّ نظرة موضوعيَّة، قال السيوطيُّ: "لَبن مالكٍ في النَّحو طرِيقةٌ سلكها بين طريقي البصريين والكوفيين، فإنَّ مذهبَ الكوفيين القياسُ على الشَّاذِّ، ومذهبَ البصريين اتِّباعُ التَّأويلات البعيدةِ التي خالفها الظاهر، وابن مالك يعلم بوقوع ذلك من غير حكم عليه بقياس، ولَ تأويل، بل يقول: إنه شاذ، أو .) ضرورة...") 1
وقد وقف من النَّحو الكوفيِّ موقفًا عادلًَ منصفًا، فقد عرض آراءهم وتوجيهاتهم، وفَهِمَ حُجَجَهُم وأدلَّتَهم الَّتِي استندوا إليها، فأيَّدهم في كثير من المسائل ال نَّحويَّة، ولسنا في هذه العجالة بصدد حصر تلك المسائل، بل بصدد معرفةِ المعايير الَّتي استند إليها ابنُ مالك في ترجيح مذهبهم على مذهب البصريِّين، واقتضت طبيعةُ البحث - من حيث طل ب الَختصارِ - اختيارَ مسائل قليلة للتمثيل لذلك المنهج الَّذي سلكه، لعلَّها تكون حافزً ا لغيري من طلَّاب العلم على تتبُّع واستقصاءِ تلك النَّماذج في مؤلَّفات ابن مالك، ودراستِها دراسةً أعمق، ووسمتُه ب)أدلَّة اختيار ابنِ مالِكٍ لآراء الكوفيِّين(.