آليات برامج التكوين لطالب المدرسة العليا للأساتذة لتحقيق مخرجات ذات جودة وفعالية
Contenu principal de l'article
Résumé
لأن المعرفة قوة، وهي الثروة البديلة، فإن المجتمعات والأمم الرشيدة تهتم بحقل التربية والتعليم؛ لأنه المكان الأنسب لمعالجة الأزمات الفردية والاجتماعية، وكذا توطين أي مشروع نهضوي يكون من خلال تغذية النشء بمضانين معرفية وروحانية تحثهم على تطوير قدراتهم، وهذا من خلال فلسفة تكوينية تتجسد في محتوى المنهاج والبرامج المتبعة في مختلف المواد المعرفية التي تدرس لهم والتي تحمل معطيات الحاضر ونظرة إستشرافية للمستقبل، حيث إن حقل التنمية البشرية في ميدان التعليم ينطلق من تمكين الكفاءات لدى الأفراد وتحفيزهم لإعداد نظام ديناميكي يشتغل على المعارف والمهارات حتى يبتكر المدرس أدوات لمعالجة الوضعيات المختلفة التي تواجهه، وهذا من خلال محتوى البرامج الخاصة بالمادة التي يدرسها، حيث تنجز من طرف المختصين في المادة في وزارة التربية والتعليم.
فالتكوين أمر ضروري لابد منه لمزاولة مهنة التعليم، ومن المستحيل أن ينجح أي مشروع إصلاحي في ميدان التربية والتعليم إذا كان المعلم غير مكون بطريقة جيدة، أو غائبا عن العملية التكوينية، أو غير مستوعب للحقائق التربوية والعلمية التي تحمل مهنة التعليم، وهذا كله يكون من خلال محتوى فعال ومنهجي لبرامج التكوين للأستاذ، حيث نسعى من خلال هذا البحث إلى تسليط الضوء على دور برامج التكوين وما تحمله من مادة معرفية، وطرائق بيداغوجية لقيام المعلم بعمله على أكمل وجه، وكذا أحاول إبراز النقائص الموجودة في البرامج التكوينية، ومحاولة إيجاد طرق علمية وصيغ فعالة لسد هاته النقائص؛ لأن الحاجة أصبحت ملحة لإعادة النظر في برامج تكوين المعلمين لتساير متطلبات مهنة التعليم، وخاصة في ظل الظروف التي يشهدها العالم، والتغيرات السريعة والتطورات في مختلف المستويات، والتي تفرض علينا أن نكون في مستواها من التقدم، لهذا سيكون موضوع المداخلة حول: ما هي الأسس التي نعتمد عليها في بناء برامج تكوين الطالب الاستاذ؛ ليتوافق ومتطلبات مهنة التدريس؟