التطور التاريخي لمساجد مدينة البيضاء الليبية وأثره في نسيجها العمراني (دراسة في جغرافية العمران)
Contenu principal de l'article
Résumé
نستطيع القول إن النموذج الأول لعمارة المسجد في أغلب البلاد العربية والإسلامية يبدو عليه البساطة والابتعاد عن الزخرفة، وظل التمسك بالمقاييس والأحجام الصغيرة المندمجة في البيئة المبنية المحيطة بالمسجد، لتجسد الأساس الذي تطورت عليه المساجد اللاحقة في كافة أجزاء البلاد، وتتأثر تتطلب الدراسة التاريخية لأي ظاهرة معينة منهجية واضحة للمسح الميداني الذي في ضوئه سيتم تصنيفها حسب توزيعها ألجغرافي، حيث تطورت طرز عمارة المساجد في كل منطقة حسب العوامل الثقافية والمناخية والطبوغرافية والتقنية والإمكانيات المحلية المتوفرة بها، لكنها جميعها حافظ على لغة البساطة ونمط التواضع الذي نشأت به، إن القراءة السريعة للخصائص التاريخية والمعمارية للمساجد بمدينة البيضاء تبين أن القيام بدراسة مستقبلية تفصيلية للأنماط المعمارية للمساجد خصوصا مع توظيف بعدها التاريخي وإعادة ترتيبها، حسب التسلسل الزمني ونشأتها وتطور أشكالها المعمارية وانتقالها من مكان إلى آخر، وهذا ما يتيح لنا الفرصة لفهم التطور التاريخي والمعماري عبر المراحل والفترات التي تجعل من المسجد عنصرا ذو قيمة جمالية متناغما مع بيئته المحيطة به، والذى لم يحظ باهتمام كافي لدى أغلب الباحثين والمهتمين بالتخطيط الحضري، في رسم خطة المدينة والتي من أولوياتها ربطه بالمقرات الإدارية والحكومية، بحيث يؤدي دوره وتحقيق الدور الفعلي في إعطائه القيمة المكانية الفعلية للنسيج الحضري للمدينة.