مفهوم التربية عند أبي حامد الغزالي وابن القيم الجوزية
محتوى المقالة الرئيسي
الملخص
من خـــلال هذه الدراسة نستخلص أن التربية هي من أهم الركائز التي تعتمد عليها الأمم والشعوب في تقدمها ورقيها ؛ لأنها تنير لها طريق الحاضر والمستقبل ، فهي تهدف إلى تهذيب الفرد وتنمية قدراته الحسية والعقلية والنفسية ، أي : الاشراف على تربية الطفل ورعايته وتوجيهه ، فهي مسؤولية المربي ، ومع تطور الحياة البشرية تطورت من مفهومها البسيط ، أي التقليد والمحاكاة إلى تربية عملية وحيوية تعتمد على التأمل والنظر والتعقل ، فالتربية لها علاقة وثيقة مع الفلسفة ، لأنها وليدة المذاهب الفلسفية ، فقد كان لفلاسفة المسلمون دور كبير في إرساء قواعد التربية من خلال أراءهم وتصورهم التربوي مثل الإمام أبي حامد الغزالي وابن القيم الجوزية ، فالفكر التربوي عند الغزالي هو حصيلة تصور إسلامي شامل متكامل للكون والإنسان والمجتمع والمعرفة والقيم الإنسانية ، أما ابن القيم الجوزية فيعد نموذجا قاطعا عن حسن التربية ، فغاية التربية عنده هي المحافظة على الفطرة وحمايتها من الانحراف ، من خلال غرس الأخلاق الفاضلة ومحاربة الأخلاق السيئة وتحقيق سعادة النشء ، فالتربية عند الإمام الغزالي وابن القيم الجوزية مستمدة من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة ، الأمر الذي جعلهم في مقدمة المفكرين الإسلاميين الذين حرصوا على خدمة هذه الامة والحفاظ عليها من التلوث الفكري .