دوافع التجديد في التفسير القرآني

الملخص

هذا البحث الموسوم بـ: (دوافع التجديد في التفسير القرآني) يسلط الضوء على الأسباب الحقيقية التي تدفع المفسرين إلى التجديد في تفسير كتاب الله تعالى، ومعرفة شروط التجديد وشروط المفسر، وضوابط هذا التجديد، والوقوف على أهم بواعثه، وأقوال العلماء في التجديد، والوقوف على نماذج من المجددين المحدثين في التفسير القرآني. وتتمثل مشكلة البحث في: أن الدارس للتجديد في التفسير القرآني يجد أن وراءه دوافع محركة لهذا التجديد، وهذه البواعث هي التي تمكن من التمييز بين التجديد الحقيقي، والانحراف عن المبادئ الإسلامية. ويهدف البحث إلى: الوقوف على مفهوم التجديد الصحيح في التفسير القرآني، والوقوف على شروط التجديد وشروط المفسر، والتعرض لأقوال العلماء حول التجديد مع تسليط الضوء على أهم بواعث التجديد في التفسير، والوقوف على أهم اتجاهات التجديد في التفسير في العصر الحديث، وأما المنهج المتبع في عرض هذا البحث: يقوم هذا البحث على المنهج الوصفي التحليلي. وكان من أهم نتائج هذه الدراســة: أ َّ ن التجديد لا يراد به التضييع لمعالم التفسير الحقيقي وهدم القديم، بدعوى التجديد؛ لذا كان من الضرورة وضع الضوابط والاحترازات؛ للتعامل مع كتاب الله تعالى لما له من خصوصية التقديس والتعظيم. وأن التجديد في الحقيقة لا يعني تغيير حقائق ال ِّ دين، ولا يعني الإتيان على نصوص الشرع بالتحريف والوضع، ولا يعني الإتيان بالجديد في ال ِّ دين ولا الابتداع فيه، بل يكون بمعرفة الثابت والمتغير، وتنزيل أحوالهما، مع مراعاة الأحوال فيه. وكذلك حاجة المجتمعات الإسلامية إلى التجديد الصحيح المنضبط، وهو مطلب في كل العلوم، وأولى به العلوم الشرعية والدراسات القرآنية، وبخاصة التفسير القرآني، لما يلاحظ من مظاهر الخلل في تديُّن كثي ٍ ر من النَّاس، سواء كان بالتساهل في ال ِّ دين أو التشدُّد فيه، وهذا بخلاف التجديد. كما يجب على المجدد في التفسير أن يكون مل ًّ ما بأصول التفسير وقواعده، وأن يحرر معاني الآيات المستعملة في عصر نزوله، وعند السلف، وأن يحذر من تأثير المفاهيم المحرفة؛ ليتمكن من معرفة مجالات التجديد وحدوده وضوابطه. وكذا ضرورة إدراك العلوم المعاصرة، حيث تلعب دورا مهما في دفع عجلة التجديد إلى الأمام وبشكل فعال؛ لأنه يؤدي إلى تطوير الفكر والتجديد، وتحسين الفهم والتفسير لدى المجددين.