الحمد لله رب العالمين ، والصـــلاة والسلام على أشـرف الأنبياء، والمرسلين سيدنا محمد ،
ّ اللهم صل ّ وسلم عليه ، وعلى آله وصحبه .
أما بعـد
التبادل الثقافي عملية احتكاك بين الثقافات، وهي جزء مكمل لرقي وتطور الحضارة ، وتقدم الولايات المتحدة واليابان أمثلة على عميلة التبادل الثقافي الواســع والاحتكاك الثقافي يحدث على مر الزمان بين الثقافات المختلفة، وهو أمر طبيعي لإثراء الثقافات عن طريق الاقتباس من الثقافات الأخرى بيد أن الفارق كبير بين التغريب لثقافي اوالاحتكاك الثقافي ، فالتغريب أمر صادر من ثقافة قوية ضد ثقافة ضعيفة ، وأما الاحتكاك فيكون بين ثقافتين متعادلتين تقريبا من حيث القوة مختلفتين من حيث المضمون وما دمنا بصدد الحديث عن الثقافة علينا أن ما نفرق بين المعرفة، وبين العقائد، وبين الارث الحضاري ،وبين الأخلاق والعادات ؛ ذلك أن المعرفة الإنسانية عامة والعقائد خاصة ، وكل أمة لها عقيدتها التي تعتز بها ، أما المعارف فهي عامة وملك للبشرية كلها ، والثقافة المنبثقة عن العقيدة الصحيحة هي أعظم ثروة تنالها الأمة في حياتها ، فالثقافة إذا أطلقت يراد بها ما يتعلق بالجانب الفكري ،والأدبي ،والمعرفي، والعاطفي، وقيل :إن المثقف من يعرف شيئا عن كل ش يء ، والمتخصص من يعرف كل ش يء عن ش يء، وثقافة أمتنا تتعرض لمختلف أنواع الغزو َّ الثقافي للت َّ شكيك في صلاحيتها لمسايرة التطور ومواكبة المدنية فالثقافة ، الغربية ، ثقافة إلغائية والتخلف الذي نعاني منه في أيامنا الراهنة نتيجة لعقدة النقص التي لازمتنا ولم نستطع التخلص منها، والحقيقة أننا لسنا في معركة حربية عسكرية ؛ بل في معركة حضارية ، إنها أشد فتكا من الغزو العسكري . ألابد ن نواجه هذا الغزو الثقافي الغربي بتجميع طاقات المسلمين وإثارة اعزازهم بدينهم وهويتهم وانتمائهم ومقاومة عقدة الدونية، والتي هي شعور المسلمين بأنهم ينتمون إلى حضارة أدنى قيمة ،وأقل وزنا من حضارة الغرب .
منشور: 2020-11-01